فرسان الحق

في سبيل الله قمنا ... نبتغي رفع اللواء ... لا لدنيا قد عملنا ... نحن للدين فداء... فليعد للدين مجده أو تسيل منا الدماء... {و أعدوا لهم ما إستطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم} *** أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم علي أرضكم***


السبت، ١٠ أغسطس ٢٠١٣

ها نحن نعود


مرسلة بواسطة elfarselarbe في ٤:٠٥:٠٠ ص ليست هناك تعليقات:
رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية
الاشتراك في: الرسائل (Atom)

حذر فزر احنا مييين ..!! ؟

حذر فزر احنا مييين ..!! ؟
قالوا علينا سمع وطاعة
واحنا فــ حب الله جماعة

قالوا لينا مرشد عام
قلنا صحيح مش بس كلام
لاهوا برادعى ولا حمدين

احنا رسول الله قدوتنا
واحنا لشرع الله حافظين

من حوالينا كله كلام
واحنا بفضل الله ماشيين

قولنا الاسلام هوا الحل
قالوا اكيد عقلكم اختل

مش عايزين شعارات بالدين
طب هنعيش ازاى من غيره ؟

قالوا ما احنا اهو عايشين
هيا دى عيشة ...؟

اللى بيكدب واللى بيسرق واللى بيشتم
لما بقيتوا تسيبّوا الدين

قالوا لأ ..دى اسمها حرية
انتوا ليه متخلفين ؟؟

عايز اعيش فى الدنيا بتاعتى
اضرب واحرق وامشى براحتى

تبقى معايا ..تبقى حبيبى
لو جيت ضدى تبقى عميل

شوف بقى كده هتبيعنى لمين؟
تصبح خاين ...بتخونى وتخون ملايين

وهقول انت بتاع مصلحتك
كداب بتاجر بالدين...
بيعت الثورة ...بيعت الشهدا ..هتزود جوع الجعانين

واحنا الاعلام كله معانا
والدنيا كلها سامعانا

قولنا طريقنا واضح لينا
مهما رميتو الظلم علينا

احنا بنور الله ماشيين
واحنا بفضل الله صابرين

حذر فزر ....احنا ميييين ؟!!!>
>.


سيد قطب يكتب عن: فصل الدين عن الدولة

قضية (العلمانية) جدل قديم يتجدد دائمًا، لا يسأم مروِّجوها من ربطها بالتقدم والحداثة، وأن الأمم لا تتقدم إلا بحلِّ هذه المعضلة (فصل الدين عن الدولة)، ويتغافلون دائمًا عن الظرف التاريخي الذي نشأت فيه، والسياق الذي لازم معاركها بين الدول الحديثة والمؤسسات الدينية في بلاد المنشأ، ويحاولون زرعها في بيئة مغايرة تمامًا؛ ما أدَّى إلى تعثر خطوات النهضة في بلادنا وتنكُّبها عن السير السليم..

كل هذه القضايا لم يغفل عنها أستاذنا الشهيد (سيد قطب)، وهو في الغرب الأمريكي، يتابع ما يجري على أرض الوطن من صراعات فكرية، فبعث على التوِّ هذه الرسالة إلى "منبر الشرق"، موضحًا ومبينًا ظروف نشأة مصطلح (العلمانية)، وجذوره في الثقافة المسيحية، ووجه الاختلاف بينها وبين الثقافة الإسلامية.

مقال الأستاذ سيد قطب

خطاب مفتوح إلى معالي وزير الخارجية: فصل الدين عن الدولة

((في عدد من أعداد (منبر الشرق) وصل إليَّ متأخرًا، قرأت للأستاذ الكبير علي الغاياتي حديثًا لمعاليكم، جاء فيه على لسانكم: "إنني أرى بحق فصل الدين عن الدولة، وأخالف في ذلك رأي الإخوان المسلمين".

وأحب أن أتحدث إلى معاليكم قليلاً عن هذه المسألة؛ أن هذا التعبير: "فصل الدين عن الدولة" ذو مدلول في الحياة الأوروبية المسيحية، ولكن لا مدلول له على الإطلاق في البلاد الإسلامية، وأغلب الظن أنه تسرَّب إليكم- كما تسرَّب إلى كثير من رجالنا المثقَّفين والمتعلمين- خلال قراءاتهم للتاريخ الأوروبي، ثم صار يتردَّد على الألسنة دون تفكير في مدلوله ودون نظر إلى أنه يحوي معنى أو لا يحوي بالنسبة للبلاد الإسلامية.

وتفصيل ذلك: أن المسيحية كدين تجعل للكنيسة وظيفةً معينةً في صلب الديانة المسيحية، وهي ما يعرف "بالخدمة الدينية"، وقد حدث في التاريخ الأوروبي أن أصبحت الكنيسة سلطةً لا روحيةً فحسب، ولكن مدنية كذلك، تتولى تتويج الأباطرة، وتسيطر على أملاك ضخمة معفاة من الضريبة، وتُصدِرُ قرارات الحرمان وصكوك الغفران.. إلخ ما يعرفه دارسو التاريخ الأوروبي.

وحين أرادت الحكومات أن تتخلَّص من سلطة الكنيسة نادت بفصل الدين عن الدولة؛ أي فصل الإدارة الحكومية عن الإدارة الكنيسية، وكان لهذا التعبير مدلوله الواقعي؛ لأن الكنيسة منظمة دينية وجزء من صلب المسيحية كديانة.

في الإسلام لا توجد كنيسة، أعني لا يوجد (أكليروس)، ولا وساطة هنالك بين الله والناس، لا توجد هيئة معينة تتولَّى الطقوس الدينية، وبدونها لا تقام هذه الطقوس.

حينئذٍ لا توجد سلطة دينية؛ بمعنى أن هناك هيئةً تتولى مباشرة هذه السلطة، لها كيان معين في صلب الإسلام كديانة.

والإسلام عقيدة وقانون، وكلاهما متصلٌ بالآخر وقائمٌ عليه، ولا يمكن أن توجد العقيدة ثم يهمَل القانون، والنصوص صريحة في هذا ولا تحتمل تأويلاً، فإما أننا مسلمون فيجب تنفيذ هذا القانون، والدولة هي التي تنفِّذه، لا هيئة دينية معينة، وأما أننا لسنا مسلمين، فنهمل إذًا تنفيذ القانون الإسلامي.

في القرآن: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44)﴾ (المائدة)، وهو نصٌّ صريحٌ كما ترون، فيه شرط وجواب، فلا عقيدة إسلامية لمن يحكم بغير القانون الإسلامي، ولا معنى لنص الدستور الذي يقول: إن دين الدولة الرسمي هو الإسلام إذا كانت قوانين الدولة لا تُستمد من التشريع الإسلامي، فالإسلام لا يَعتبر مسلمًا من يحكم بغير قانونه، ولا مفرَّ من مواجهة هذا النص الصريح!.

في المسيحية يمكن أن يكون الإنسان مسيحيًّا ثم يحكم بالقانون الروماني؛ لأن المسيحية عقيدة فحسب، ولم تتضمن تشريعات لتنظيم المجتمع، والعقيدة تباشرها الكنيسة كهيئة نظامية داخلة في صلب المسيحية كديانة، والقانون تباشره الدولة بوصفها هيئةً مدنيةً غير خاضعة لسلطان الكنيسة.

فأما في الإسلام فلا.. فالإسلام قد تولَّى تنظيم المجتمع بشريعات وقوانين معينة معينة، ثم وضع مبادئ عامة لتُصاغ في ظلها القوانين والتشريعات التي لم يتضمَّنها نصها؛ لأن المجتمع لم يكن في حاجة إليها حينذاك، وهذه المبادئ العامة- كهذه القوانين والتشريعات- هي قوام العقيدة الإسلامية، ولا توجد عقيدة بدونها، كما أن هذه المبادئ العامة هي الضمانة لتلبية حاجة المجتمع المتجددة إلى تشريعات جديدة في ظل العقيدة الإسلامية، حتى يظل المجتمع ناميًا متجددًا، وهي في الوقت ذاته مجتمع مسلم محكوم بقوانين إسلامية.

فليس هو إذن "رأي" الإخوان المسلمين، أو رأي سواهم.. المسألة هنا ليست مسألة آراء هيئات وتشكيلات معينة، المسألة مسألة الإسلام ذاته، موجودًا أو غير موجود.. الدولة مسلمة أو غير مسلمة.. الدولة مسلمة؛ إذن لا محيص لها من تنفيذ الشريعة الإسلامية بمبادئها العامة مصدرًا لكل تشريع جديد يحتاج إليه المجتمع المتجدد، لا في الأحوال الشخصية، "ولكن في العقوبات والمدنيات سواء".. الدولة لا تنفِّذ القانون الإسلامي؛ إذن فهي داخلة في النص القرآني الصريح: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44)﴾ (المائدة)، ولا وسط بين الطرفين!.

ليست هناك- يا معالي الوزير- سلطة دينية وسلطة مدنية في الإسلام، أو كما يسمونها سلطة روحية وسلطة زمنية، وإنما هناك قانون، والدولة مطالبة بتنفيذ هذا القانون، وهي لا تتلقَّى سلطتها في هذا من هيئة أو من شخص، وإنما تتلقَّاها من ذات القانون، وإذن فلا خطر هنالك من قيام الدولة على الدين؛ لأن الخطر الذي كان في أوروبا كان مصدره تدخل الهيئة الدينية الرسمية في أمور الحكم المدنية، وهنا في البلاد الإسلامية لا يعترف الإسلام بوجود هذه الهيئة، ولا يمنحها سلطة ما لا روحية ولا زمنية!.

بقى أن يقال: هل تفي التشريعات الإسلامية بحاجة المجتمع؟ وهذه مسألة أخرى لا مجال للحديث فيها هنا؛ لأنها لم تكن موضوع الحديث، ولكن أحيلكم فيها إلى كتابي "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، وقد كلَّفت أخي في مصر أن يقدم نسخةً منه إلى معاليكم)).

محمد مهدي عاكف (12 يوليو 1928 -) المرشد العام السابق لجامعة الاخوان المسلمين

محمد مهدي عاكف (12 يوليو 1928 -) المرشد العام السابق لجامعة الاخوان المسلمين
وهو المرشد العام السابع للجماعة وقد تولي هذا المنصب بعد وفاة سلفه مأمون الهضيبي في يناير عام 2004. خلفه في المنصب د/ محمد بديع يعد محمد مهدى عاكف صاحب لقب اول مرشد عام سابق للجماعة حيث تم انتخاب د/ محمد بديع بعد انتهاء فترة ولايتة وعدم رغبته قي الاستمرار قي موقع المرشد العام ليسجل بذلك سابقة قي تاريخ الجماعة

من نحن

جماعة من المسلمين، ندعو ونطالب بتحكيم شرع الله، والعيش في ظلال الإسلام، كما نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكما دعا إليه السلف الصالح، وعملوا به وله، عقيدة راسخة تملأ القلوب، وفهمًا صحيحًا يملأ العقول والأذهان، وشريعة تضبط الجوارح والسلوك والسياسات. أسلوبهم في الدعوة إلى الله التزموا فيه قول ربهم سبحانه: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ (النحل:125). الحوار عندهم أسلوب حضاري، وسبيل الإقناع والاقتناع الذي يعتمد الحجة، والمنطق، والبينة، والدليل. الحرية فريضة، وحق فطري منحه الله لعباده، على اختلاف ألوانهم و ألسنتهم وعقائدهم، والحرية تعني حرية الاعتقاد، والعبادة، وإبداء الرأي، والمشاركة في القرار، ومزاولة حق الاختيار من خلال الاختيار الحر النزيه، فلا يجوز الاعتداء على حق الحرية، أو حق الأمن، ولا يجوز السكوت على العدوان عليها أو المساس بها. العلم دعامة من دعائم الدولة الإسلامية، والتفوق فيه واجب على الأمة، والعمل سبيل لتأكيد الإيمان، كما هو سبيل لتقدم الأمة، وتوفير كافة سبل الدفاع عن أمنها، والذود عن حرياتها، وردع العدوان، وأداء الرسالة العالمية التي أوجبها الله عليها في تأكيد، وتثبيت معاني ومعالم السلام، والتصدي للهيمنة، والاستعمار، والطغيان، وسلب أو نهب ثروات الشعوب. أساس التعاليم، والمفاهيم، والأخلاق، والفضائل، والقوانين، والتركيبات، والضمانات، والضوابط، والإصلاحات هو كتاب الله، وسنة رسوله اللذان إن تمسكت بهما الأمة فلن تضل أبدًا. والإسلام في فهم الإخوان المسلمين انتظم كل شئون الحياة لكل الشعوب، والأمم في كل عصر، وزمان، ومكان، وجاء أكمل وأسمى من أن يعرض لجزئيات هذه الحياة، خصوصًا في الأمور الدنيوية البحتة، فهو إنما يضع القواعد الكلية لكل شأن، ويرشد الناس إلى الطريقة العملية للتطبيق عليها، والسير في حدودها. وإذا كانت الصلاة عماد الدين، فالجهاد ذروة سنامه، والله هو الغاية، والرسول هو القدوة والإمام والزعيم، والموت في سبيل الله أسمى الأماني. وإذا كان العدل هو أحد دعائم الدولة في مفهوم الإخوان، فإن المساواة واحدة من أهم خصائصها، وسيادة القانون المستمد من شرع الله؛ لتحقيق العدل يؤكد على المساواة. العلاقة بين الأمم والدول هي علاقة التكافل والتعاون وتبادل المعرفة، وسبل ووسائل التقدم على أساس النِّدِّيةِ، ولا مجال للتدخل، كما لا مجال لفرض النفوذ والهيمنة والسيطرة أو تهميش ومصادرة حق الآخر. والإخوان المسلمون جماعة تلتقي عندها آمال محبي الإصلاح، والشعوب المستضعفة، والمسلمين المصادرة حقوقهم. إنهم دعوة سلفية، إذ يدعون إلى العودة إلى الإسلام، إلى معينه الصافي، إلى كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- وطريقة سنية، إذ يحملون أنفسهم على العمل بالسنة المطهرة في كل شيء، خاصةً في العقائد والعبادات. وهي حقيقة صوفية، يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، وسلامة الصدر، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب في الله، والأخوة فيه سبحانه. وهم هيئة سياسية، يطالبون بالإصلاح في الحكم، وتعديل النظر في صلة الأمة بغيرها من الأمم، وتربية الشعب على العزة والكرامة. وهم جماعة رياضية، يعتنون بالصحة، ويعلمون أن المؤمن القوي هو خير من المؤمن الضعيف، ويلتزمون قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن لبدنك عليك حقًا"، وأن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن تُؤدى إلا بالجسم القوي، والقلب الذاخر بالإيمان، والذهن ذي الفهم الصحيح. وهم رابطة علمية وثقافية، فالعلم في الإسلام فريضة يحض عليها، وعلى طلبها، ولو كان في الصين، والدولة تنهض على الإيمان.. والعلم. وهم شركة اقتصادية، فالإسلام يُعنَى بتدبير المال وكسبه، والنبي-صلى الله عليه وسلم- يقول: "نعم المال الصالح للرجل الصالح" و(من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفورًا له). كما أنهم فكرة اجتماعية، يعنون بأدواء المجتمع، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها. هذا الفهم للإسلام يؤكد على شمول معنى الإسلام، الذي جاء شاملاً لكل أوجه ومناحي الحياة، ولكل أمور الدنيا والآخرة.

الإسلام هو الحل.. فما الإسلام؟ وكيف يكون الحل؟

أ.د/ محمد بديع :

شعارٌ وفَّقنا الله لحمل أمانته، وهي ثقيلة كرمز جامع مانع أثناء الحملة الانتخابية، وهو يعبِّر عن مشروعنا أدق تعبير؛ ولكنه يحتاج إلى تفصيل لما أجمله وشروح لما تضمنه..
وابتداءً.. يجب تحرير المصطلح كما يقول العلماء؛ فما الإسلام الذي هو الحل؟

سؤال قد يبدو غريبًا حتى على المسلمين أنفسهم، ولكن اعذرونا، فقد هُوجمنا بأسئلة أبسط ما يُقال عنها إنها عدم فهم لهذا الدين الرباني الشامل؛ لذلك احتاج النهار إلى دليل.

الإسلام: ليس منهجًا بشريًّا، ولكنه منهج رباني أنزله مَنْ خلق النفس البشرية، ويعلم ما يصلح لها وما يصلحها ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)﴾ (الملك).. وأستدرك فأقول: إن المقدس فيه هو العقيدة وأصول الشريعة والأخلاق والمعاملات.. أما الفروع فهي تسمح بتعدد الآراء والاجتهادات، بل والنيات حسب الظروف والأحوال الخاصة والعامة، وترحب بالصالح النافع من كل مصدر إسلامي أو غير إسلامي "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها" كما قال صلى الله عليه وسلم، كذلك لا توجد قداسة أو عصمة لبشر مهما بلغت درجته في المسئولية الدينية أو الحكومية أو الرئاسية، وليس معنى الإسلام هو الحل أن نخلط الفروع بالأصول والثوابت بالمتغيرات "نثبت المتغير فيحدث الجمود " أو "تغير الثابت فيحدث التحلل من القواعد والقيم"، وهذا أكثر ما وقع فيه بعض الجماعات قديمًا وكثير من الإعلاميين والصحفيين حديثًا.

وقد أوجزها وأجملها- وما أجملها- كلمة قالها الصحابي الجليل الحباب بن المنذر رضي الله عنه لمن هو خير مني ومنك ومن كل الرؤساء والزعماء والقادة (أهو منزل أنزلكه الله؟!) أي ثابت من الثوابت ليس مجالاً للرأي؟ (أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟) أي متغير من المتغيرات يسمح فيه بالاجتهاد والاقتراح حسب ضوابط الأصول؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة"، أي شجعه على إبداء الرأي الذي هو فعلاً قد جهَّزه وجاء به- وهذه إيجابية ذاتية رائعة- وأذن ووافق على التعديل والتغيير ليكتمل التشريع بالتطبيق، وأمر بتنفيذه فورًا، وكان بفضل الله أحد أسباب النصر في غزوة بدر الكبرى.

والذين يدَّعون بأن حكمَ الإسلام حكمُ حكومة دينية، كلام وزرائها مقدس، لا يقبلون نصيحة، ويرفعون في وجه كل مخالف لهم في الرأي سيفًا معنويًّا بأن كلامنا بالآية والحديث أي لا نقبل نصيحة ولا توجيهًا.. هؤلاء مخطئون أو متعمدون لا يخوِّفون غير المسلمين بل المسلمين أنفسهم؛ عن التحاكم لشرع الله الذي قال عنه رب العزة: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)﴾ (النساء).

هؤلاء قال الله عز وجل عنهم: ﴿أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50)﴾ (النور)، أما الاجتهاد البشري فصوابٌ يحتمل الخطأ، أو حتى خطأ يحتمل الصواب.

زاوية عدم الفهم الثانية عن الإسلام، فهي أنه كلما ذكر الحكم بالإسلام كمنهاج حياة يشمل مظاهر الحياة جميعًا؛ تبادر إلى الذهن من كثرة التشويه المتعمد والتطبيق الخاطئ أنه دين الحدود وقطع يد السارق ورجم الزاني.. أليس هذا هو فهم الشريعة الإسلامية؟! ويعلم الله أنه لفهم قاصر ظالم لدين أنزله الله رحمة للعالمين، أي لكل الكائنات للإنس مؤمنهم وغير مؤمنهم، وللجن مؤمنهم وغير مؤمنهم؛ رحمةً للحيوانات وللطيور والنبات بل والجماد.

فإن الشريعة الغراء السمحة هي التي تقضي أول ما تقضي بتربية الإنسان على قيم وفضائل ثابتة، لا تخضع للأهواء ولا للأزمنة ولا للأمكنة.. وعندما يوجد الإنسان الصالح توجد معه كل أسباب النجاح، وأول قيم بناء الإنسان عبوديته لله (ولله وحده)، وتحريره من كل عبودية لغير الله، فلا يخاف إلا الله فينطلق في الكون يعمِّره ولا يخربه، يصلحه ولا يفسده.

ويكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سياجَ المجتمع كله؛ لحماية هذا الإنسان من نفسه وشيطانه، ومن هنا يبدأ الانتماء للمجتمع الذي يحرص على أبنائه ويحرص أبناؤه عليه.

اسمع قول الله عز وجل: ﴿وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (28)﴾ (النساء).

أليست هي الشرعية التي خاطبت الأسرى من الكفار ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّـهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (70)﴾ (الأنفال).

أليست هي الشريعة التي تفرض على ثلاثة رأوا رجلاً وامرأة يزنيان رأي العين أن يستروا عليهما، وإذا تحدثوا بذلك عُوقبوا هم؟!!

أليست هي الشريعة التي قررت حرمة النفس البشرية وحرمة المال وحرمة العقل وحرمة العرض، وانظروا إلى أهمية الحرمة، أي أن هذا تحريم إلهي، ليس قرارًا بشريًّا بحماية أو بصيانة هذه الحقوق للغير، وهذا المناخ الإسلامي الطاهر سيعيش فيه، ويتمتع به كل من يستظل بظله، كما حدث بشهادة حتى غير المسلمين.

لقد عاش المسلمون والنصارى بل واليهود (الذين نعاني ويعاني إخواننا المسلمون منهم كل هذه المعاناة)، عاشوا في كنف عدل ورحمة الإسلام، وما زالت إحدى عشرة آية في القرآن تبرِّئ يهوديًّا مظلومًا، وتتهم مسلمًا ظالمًا؛ نتعبد بها إلى يوم القيامة.

وبعد ذلك تأتي الحدود التي وضعها تشريع الله لنا لعلاج حالات الانحراف الفردية؛ لأن البشر ليسوا ملائكة، ولقد حدث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه ما يستوجب إقامة الحدود، ولكن من نفوس لوامة رجاعة إذا أخطأت اعترفت، فما احتاجت لكل هذه الرقابة الأمنية التي لا تجدي، بل إلى رقابة الضمير وتأنيبه؛ فجاءت هي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتطلب التطهير، وانظروا إلى قول السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان أول ما نزل من القرآن أن ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى ربهم نزلت آيات الحلال والحرام، ولو كان أول ما نزل من القرآن لا تقربوا الزنا لقال الناس لا ندع الزنا أبدًا".

وقضية ثالثة: أَعْتبرُها أمَّ المشكلات التي يعاني منها المجتمع وحلها هو الحل الجذري الناجع بإذن الله؛ ألا وهي اختيار القيادات، فهي ليست عملاً سياسيًّا ولا سياديًّا، ولكنها عبادة نتدرب عليها في المسجد عندما نتعلم صلاة الجماعة لاختيار الإمام وأولي الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا تدريب المجتمع كله على اختيار القيادات الصالحة؛ لأننا باختيارنا لها نستجلب رحمات الله علينا وعليها ونضيف صلاحها إلى صلاحنا.. أما إذا حدث العكس كما حدث ويحدث فستجلب هذه العناصر الفاسدة من هم على شاكلتها، فالطيور على أشكالها تقع، ويصبح الفساد ليس ظاهرة أخلاقية فردية، ولكنه عمل منظم تقوم به هياكل من أصحاب المصالح تحرص على بقاء الفساد؛ لأنها منتفعة به، وتحرص على انتشاره ورواجه ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ (النور: من الآية 19)؛ حتى لا يكونوا هم وحدهم الشواذ الغريبين في المجتمع، وهذا أسوأ صور الفساد من لوبي الفساد المنظم من أصحاب المصالح، وفي هذا الصدد حديث جامع شديد التحذير من رسول الله صلى الله عليه وسلم "من استعمل على قوم رجلاً وهو يعلم أن فيهم من هو أرضى لله منه؛ فقد خان الله ورسوله وأمانة المسلمين"، وهذه تعتبر خيانة عظمى بمفهوم العصر الحديث.

وقد قال الخليفة الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي وضع قواعد الإدارة العامة والمتابعة، كما لم تُوضع من قبل ولا من بعد أسس لها: "أرأيتم لو أني عمدت إلى خيركم فوليته عليكم أكنت قد أديت ما عليّ؟ قالوا نعم يا أمير المؤمنين.. قال لا والله حتى أنظر ماذا يصنع..."!!!.

ويكفي أن نعلم أن واحدًا فقط من هؤلاء المفسدين المحميين بلوبي الفساد هرب بعد أن سرق مليارًا من الجنيهات بضمانات شفهية، وتمَّ التستر عليه بعد هروبه وحتى الآن من هذا اللوبي صاحب المصلحة، فكم يعالج هذا المليار من المشكلات ويحل من الأزمات؟ وأيضًا بدلاً من أن ننفق المليارات على علاج الفشلَيْن- الذين انضموا إلى مجموعات الفشل- الكبدي والكلوي والسرطانات المستعصية على العلاج، ألم يكن الأولى والأجدى أن نمنع وصول هذا المفسد الذي تولى وسعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد؟! لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وقد تمت عشرات الإنذارات وبحت آلاف الأصوات المحذرة من ذلك "فلم تستبينوا النصح إلا ضحى الغد"، وهذا الدرس المؤلم يجعلنا ننتبه ونقف صفًّا واحدًا لإبعاد باقي الفاسدين المفسدين "فنحن وهم في سفينة واحدة يريدون أن يغرقوها"، وإلا فسنظل ننفق المليارات على علاج آثار فسادهم وإفسادهم بلا جدوى.

وفي المقابل ألم يُمنع أهل الصلاح من تولي المسئوليات التربوية، وتم إحالة عشرات الآلاف منهم إلى أعمال إدارية، وأصدرت المحاكم آلاف الأحكام لبطلان قرارات إحالتهم هذه، وحرمان أبنائنا من تربية أهل الصلاح.. ألم يُحبس شباب الجماعات الإسلامية ظلمًا وعدوانًا بلا جريرة، وصدرت لهم عشرات بل مئات أحكام الإفراج ولم تُنفذ، ولم تحترم أحكام القضاء؟! ولعن الله قومًا ضاع الحق بينهم، بل مات منهم العشرات في السجون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل نفس مؤمنة"؛ مصداقًا لقول الله عز وجل: ﴿فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: من الآية 32).

ألم تُصدر مشروعات اجتماعية واقتصادية كانت تساهم في حل الكثير من مشكلات البطالة وأمراض المجتمع بجهود ذاتية تطوعية ابتغاء مرضاة الله، بحجة أن أصحابها من الإخوان المسلمين؛ ما دفع الكثيرين من أهل الخير والصلاح أن يحجموا عن إنشاء مثل هذه المشروعات الخيرية فتفاقمت المشاكل.. افتحوا أبواب الحرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، حسب ضوابط ثوابتنا الأصيلة، يحمل الناس معك هموم ومشاكل الوطن والمواطن.

بقيت نقطة أخيرة تساءل بها الكثيرون بحسن نية أو بغيرها، وهي نقطة الخلافات الفقهية وأي إسلام تريدون تطبيقه، وقد تعددت الأشكال والفتاوى، واختار الناس أين الصواب وأين الخطأ، بل أين الحق وأين الباطل؟!

والحل سهل إذا خلصت النيات، ولزم كل واحد حدوده، وسألنا أهل الذكر إن كنا لا نعلم، إن عودة أوقاف الأزهر بل والأوقاف الإسلامية عامة حلٌّ جذريٌّ لتحرير الأزهر وعلمائه، وعدم تبديل وصية المسلمين الذين أوقفوا هذه الأوقاف ﴿فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)﴾ (البقرة)، يتحرر علماء الزهر، خاصة المسئولين منهم؛ من سلطان الدولة والوظيفة والراتب، وتُختار قيادته بالانتخاب من أهل العلم والورع والتقوى، وهم بفضل الله في مصر كثيرون، ويضم إليهم لجنة من إخوانهم المشهود لهم في باقي الدول الإسلامية، وتُعرض عليهم القضايا الخلافية والمستجدات التي تحتاج إلى اجتهاد، ويجعلون أمرهم وأمر أمتهم شورى بينهم، ويتفقون على الاختيار الفقهي الأصوب، أو يفتحون باب الاختيار لتعدد الصواب؛ عندها نسمع قول الله عز وجل ودعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد تلاوة الآية يتردَّد في أسماع الدنيا ﴿قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)﴾ (الزمر)، (اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)...

أما قضية عالمية الإسلام، وكونها حلاًّ لهوان الأمة العربية والإسلامية، فكما أعزها الله به قديمًا فلن يعزها حديثًا إلا به ولهذا لقاء آخر.. جعلنا الله وإياكم هداة مهديين، وولَّى أمورنا خيارنا، وفتح بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين... آمين.

ـــــــــــــــــــــ

المرشد العام للإخوان المسلمين

د.جمعة أمين عبد العزيز ، أحد أهم مفكري الجماعة والمؤرخ الرسمي للإخوان المسلمين

د.جمعة أمين عبد العزيز ، أحد أهم مفكري الجماعة والمؤرخ الرسمي للإخوان المسلمين
له الكثير من الاطروحات السياسية والعديد من المؤلفات مثل "شرح الاصول العشرين للفهم" و"تاريخ جماعة الإخوان المسلمين" والذي يعد الكتاب الوحيد الموثق من قبل الجماعة لتاريخ الإخوان في مصر.

السلطان أردوغان.. والخيَّاب الفاشلون!

بقلم: د. حلمي محمد القاعود
يحار المرء في تفسير السياسة المصرية الفاشلة التي لا تجد أمامها غير اللجوء إلى وسيلة سهلة ومكرورة، وهي الاستعانة بالرداحات الفاشلات الجاهلات الأميّات، ومعذرة للجمع على صيغة المؤنث تشبيهًا وتطبيقًا، فقد وجدت السلطة أن مواجهة شعبية رئيس وزراء تركيا رجب الطيب أردوغان، يمكن أن تنتهي في الشارع العربي والإسلامي ببعض المقالات في الصحف الحكومية، وبعض المتحدثين على الشاشات الفضائية، تسب الرجل، وتتهم تركيا باتهامات متخبطة، وتعلق في رقبتها أخطاء العرب والمسلمين جميعًا، وتزعم أن أردوغان يريد أن يخطف ما صنعته مصر وتقديمها لمائة ألف شهيد من أجل فلسطين، بتسعة شهداء أتراك قدمتهم تركيا في أسطول الحرية الذي هاجمته قوات الغزو النازي اليهودي في عرض البحر، فجر الثلاثاء أول يونية 2010م، وهو في طريقه للتضامن مع شعبنا الفلسطيني في غزة!

مواجهة أردوغان هي المعركة الغلط، والمكان الخطأ، فالعدو الحقيقي هو الغزو النازي اليهودي، والغزاة النازيون اليهود هم الذين يكرهون العرب والمسلمين وحكامهم ومسئوليهم، حتى الذين يهادنونهم، أو يتقربون منهم يعدون في قائمة المكروهين المحتقرين لديهم؛ فهم لا يهتمون بهم، ولا يلقون إليهم بالاً، لأنهم لا يشكلون خطرًا عليهم، بل يمثلون طابورًا خامسًا مواليًا لهم تنتهي مهمته بانتهاء خدماته!

كان الأولى بالخيّاب والفاشلين العرب، وخاصة في مصر أن يسعدوا بمواقف أردوغان التي جعلت للشعب الفلسطيني حضورًا على مستوى العالم، وكشفت نازية القتلة اليهود الغزاة، وأحرجت المؤسسة الاستعمارية الصليبية، وبثت الأمل في قلوب الشعب العربي والشعوب الإسلامية، وقبل ذلك وبعده أعادت الشعب التركي المسلم إلى أحضان أشقائه المسلمين.

ثم إن أردوغان نموذج للنجاح على المستويات كافة، داخليًّا وخارجيًّا، وحقق ما لم يستطع الخيّاب الفاشلون في مصر تحقيقه، بل إنهم عجزوا عن حل مشكلة واحدة بسيطة لا تحتاج إلى ميزانيات ولا عبقريات، ولا خبرة نادرة، مثل مشكلة المرور في القاهرة، مع أن رئيس الدولة تدخل بنفسه، وعقد اجتماعًا من أجلها. وما زال المرور في القاهرة يمثل نكبةً إستراتيجيةً- إذا صح التعبير- ولكن المرور في استانبول، وهي في حجم القاهرة، من حيث عدد السكان، كما أنها تشبهها في الزحام، لا يمثل معضلة، ولا يرتفع صوت "زمارة" أو "سارينة" أو صوت "شكمان خربان"، بل ينساب المرور بهدوء، مع أن إسطنبول تنهض فوق 7 تلال، ودون أن تقع عينك على عشرات الرتب وأمناء الشرطة، وصف الضباط يملئون الشوارع والنواصي والميادين.

أردوغان نقل بلاده من حال إلى حال، ويكفي أنها صارت ضمن الدول العشرين المنتجة في العالم، أما مصر فهي في المؤخرة على المستويات كافة.. كانت إسطنبول عام 1994م، حين زرتها لأول مرة تعاني من الفوضى، وعصابات المافيا والدعارة والانحراف تحكم الشوارع والميادين، وكانت جبال "الزبالة" تنهض قائمة في كل مكان، وعندما زرتها عام 2008م، رأيت شوارعها تمتلئ بأجمل الزهور من شتى أرجاء العالم، لا ترى فيها أثرًا للتراب أو الفضلات، بل تشعر أنها تشبه غرف البيت النظيفة (هل يمكن رفع الزبالة من شوارع القاهرة- مجرد رفع؟)، فضلاً عن اختفاء العصابات، وانتهاء عصر البلطجة!

أردوغان حارب الفساد والمفسدين، وقدم الحيتان إلى المحكمة، من بينهم رئيسا وزارة سابقان؛ واستعاد منهم ممتلكات الدولة، وصادر قصورهم ويخوتهم لتسديد مستحقات الخزانة العامة، وفطم اقتصاد بلاده عن الاقتراض، وحقَّق القطيعة مع صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وسدد القروض الضخمة التي كانت تستنفد 80% من الإنتاج القومي، فهبطت إلى ما يقرب من درجة الصفر- قارنوا ذلك يا حضرات الرداحات بما هو قائم في بلدكم العريق ذي الآلاف السبعة من السنين؟

لقد جمع أردوغان عشرات الشخصيات العربية المهمة في ملتقى رجال الاقتصاد والأعمال (10/6/2010م)، وسرد أمامهم إنجازات بلاده، وهي إنجازات حقيقية، وليست تليفزيونية كما يحدث على أرض الخيّاب والفاشلين.

من المفارقات؛ أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (المصري اليوم 11/6/2010م)، عن ارتفاع معدل التضخم في بلادنا خلال مايو الماضي بنحو ٠.٥٪ ليصل المعدل السنوي إلى ١٠.٥٪، مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية بنسبة ١٦.٥٪، فيما توقع الخبراء استمرار الارتفاع خلال الفترة المقبلة ليصل إلى ذروته خلال يوليو وأغسطس المقبلين.

وهذه فقط عينة بسيطة جدًّا لأحوالنا الاقتصادية، ولكن أردوغان كان يتحدث في الملتقى عن حجم التجارة بين الدول العربية وتركيا في عهد حكومة العدالة والتنمية التي يرأسها، ووصلت إلى 37 مليار دولار عام 2008م، بعد أن كانت 8 ملايين دولار قبل عهده.

حكومة أردوغان قامت بإنشاء وبناء أكثر من 250 مصنعًا في تركيا وحدها أو غير تركيا- فكم مصنعًا بناها في مصر الخيّاب والفاشلون؟

حملة السفهاء الذين ينطقون باسم الخيّاب الفاشلين لا تنال من أردوغان الذي دعا إلى مزيد من التعاون الاقتصادي بين العرب وبلاده دون حساسيات، ثم قال: "تركيا كدولة شقيقة وصديقة لكم تتوقع أن توجهوا استثماراتكم إليها وسنوفر لكم كل التسهيلات"، داعيًا إلى أن يكون المنتدى العربي- التركي وسيلة لتدعيم هذا التعاون، وقال بلغة عربية "اختار الجار قبل الدار".

يعيبون على أردوغان العمل من أجل مصلحة تركيا، وهل هناك عاقل يتصور أن يعمل حاكم لغير بلاده، ويهمل وطنه؟ لقد رفع العرب شعار، مصر أولاً، والأردن أولاً، ولبنان أولاً، وسوريا أولاً، وتونس أولاً، وليبيا أولاً، واليمن أولاً، والعراق الذي كان، والذي هو كائن أولاً.. وللأسف فلم يعملوا لبلادهم أولاً ولا آخرًا، وبالطبع لم يعملوا لغيرهم، ولكن أردوغان عمل لبلاده فأنقذها من الفقر والتدهور، وهو الآن يهدم بذكاء ديكتاتورية العلمانية عدو الإسلام والمسلمين، سواء كان يمثلها الجيش التركي أو القضاء أو التعليم العالي أو النخب الموالية للغرب في الصحافة والثقافة والتعليم، وها هو يستثمر نجاحاته الداخلية ليشد أزر الفلسطينيين الضعفاء المقهورين المحاصرين، ويفرض على العالم أن يتحرك من أجل كسر الحصار على غزة، ومناقشة قضية الاحتلال؛ فهل استطاع الخيّاب أن يحركوا ساكنًا من أجل فلسطين؟ينسى أهل الردح والشتم والسب والمعايرة أن أردوغان، جاءت به صناديق الانتخابات الزجاجية غير المزورة؛ جاء به رجل الشارع الحي، الذي ذهب فعلاً إلى لجنة التصويت، وأدلى بصوته الحر، دون أن يمنعه أحد، أو يصوت أحد بالنيابة عنه، أو يبعث الموتى للتصويت لحزب السلطة، ولذا وقف في وجه الولايات المتحدة عندما قررت غزو العراق في حملتها الصليبية عام 2003م.

أردوغان يقدم مشروعات قوانين إلى مجلس النواب التركي، ويسحبها حين يجد أنها لن تمر، ويعرض الاستجوابات، دون أن ينتقل إلى جدول الأعمال.

رجب الطيب أردوغان يحكم بقوة شعبه، وليس بالعصا الغليظة أو الذراع الفولاذية، هذا الشعب هو الذي عبر عن نفسه في ميدان تقسيم وشارع الاستقلال في إسطنبول، بأكبر المظاهرات التي تؤيد فلسطين، وتتضامن مع شعبها دون أن ترهبهم الخوذات العسكرية والرشاشات المشرعة والضابطات المحجبات (؟).

إن أردوغان عمل على ترقية بلاده في صمت، ودون ضجيج، ولم يسع إلى نجاحات مظهرية، فلم يحصل على صفر في المونديال، ولم يتلق صفعة في اليونسكو، ولم يعرض بلاده لإهانة الصغار كما جرى مع دول حوض النيل، ولم يرض أن ينحاز إلى عدو بلاده التاريخي والأبدي، ولكنه انحاز إلى بلاده، وإلى إرادة شعبه.

رجب الطيب تحدث عنه الكاتب الإنجليزي "باتريك كوكبرن" في (الإندبندنت) 10/6/2010م، فقال:
"منذ أن اقتحمت قوات الكوماندوز الصهيونية سفينة المساعدات إلى غزة وقتلت ٩ ناشطين برز وجه أردوغان.. الرجل الذي قاد إدانات الغارة في عناوين الصحف وعلى شاشات التلفاز في أنحاء الشرق الأوسط".

وأوضح "كوكبرن" أن الإخفاق الدموي الصهيوني قاد إلى تغيير حاسم في ميزان القوة في المنطقة، مشيرًا إلى أن دور أردوغان الشخصي سيكون له أهمية دائمة في أنحاء المنطقة"، "وبقيادته ستصير تركيا مرة أخرى لاعبًا قويًّا في الشرق الأوسط لدرجة لم تحدث منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى".

وأبدى الكاتب البريطاني دهشته من أن تركيا- بسكانها البالغ عددهم ٧٢ مليون نسمة وثاني أكبر قوات مسلحة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد الولايات المتحدة- لم يكن لها دور رئيسي في الشرق الأوسط قبل الآن.

وقال: "لو أن تهديدات أردوغان للكيان جاءت من زعماء آخرين في الشرق الأوسط لكان من الممكن تجاهلها؛ لأن أنظمة هؤلاء الزعماء ضعيفة ولا هم لهم إلا التمسك بالسلطة (؟).. ولكن تركيا مختلفة؛ لأنها تنمو بسرعة في قوتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية".

وتعمق كوكبرن في سيرة أردوغان عبر قراءة جيدة لأسلوبه وفهم دقيق لسياسته؛ حيث رأى أن سجل رئيس الوزراء التركي المسلم يشهد بأنه سريع في استغلال أخطاء الآخرين، إلا أنه يحب أن يختار الوقت الذي يناسبه وهو حريص على ألا يبالغ في قوته.

هل يمكن أن أضيف جديدًا على ما قاله باتريك كوكبرن الإنجليزي غير العربي؟
كلا! لأنه رجل منصف قال الحقيقة بأوضح أسلوب.. ولم تستطع الرداحات الفاشلات الجاهلات الأميات مواجهة الحقيقة المرة على أرض الواقع؛ لأنهم عنوان على الخيبة والفشل لمن يستأجرونهم!.

ويا أيها الخياب الفاشلون، ابحثوا عمن يحسّن صورتكم، وليس من يلطّخها بالسواد والهباب، حتى يقضي الله أمرًا مع شعوبكم البائسة!.--------------------

د. محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين السابق محمد مهدي عاكف

د. محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين السابق محمد مهدي عاكف
وهو استاذ جامعي في كلية العلوم قسم الجيولوجيا جامعة اسيوط له ستة من الأبناء

هل تؤيد ترشيح الدكتور محمد البرادعي رئيساً لمصر ؟


الربانية

الحمد لله معز الإسلام بنصره ومذل الشرك بقهره ومزيد النعم بشكره ومستدرج الكافرين بمكره والذي قدر الأيام دول بعدله وجعل العاقبة للمتقين بفضله
والصلاة والسلام على من كان يظله الغمام وتسلم عليه الأحجار والأشجار
أما بعد
ألامه التي تخلو من الربانيين امة تبدأ شمسها في الزوال 0 فالربانية مرتبطة تارة بالتعليم والتربية وتارة بقوام الأمة بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتارة ثالثة بمنهج الحكم والتلقي
من هو الرباني ؟
- هو العالم العامل
- هو المنسوب إلى الرب لكمال الصفة
- هو الشديد التمسك بدين الله تعالى
- منسوب إلى ربان وهو الذي يربى الناس بالتعليم
- هو الكامل من كل الوجوه في جميع المعاني
- قال البخاري : " الرباني الذي يربى بصغار العلم قبل كبارة
- الرباني : من افيضت علية المعارف الإلهية فعرف بها ربه وعرف الناس بعلمه
- عرفة الإمام على كرم الله وجهه فقال ( الناس ثلاثة ... فعالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق ) .. فأما العالم الرباني فهو الذي لا زيادة على فضلة لفاضل ولا منزلة فوق منزلته لعامل
- قال ابن عباس : هو الذي يربى الناس بالعلم كما يربى الطفل أبوة
شروط الرباني
- أن يكون عالما فقيها والفقه هو فهم غرض المتكلم من كلامه ( واتقوا الله ويعلمكم الله )
- أن يكون شديد التمسك بدين الله تعالى وطاعته
- أن يكون معلما لغيره مربيا لهم ( انه ربى أحسن مثواي ) فأحرى بالربانيين أن يحسنوا مثوى طلابهم
- عظم علم وطاعة صاحبها
( ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ) آل عمران 79
فالرباني هو الذي يربى على صغار العلم قبل كبارة
- فهو يربى على الجزئيات قبل الكليات
- يربى على وضوح المسائل قبل ما دق منها
- يربى على الأصول قبل الفروع
- يربى على المقدمات قبل المقاصد
من علامات العالم المتحقق بالعلم :
- مطابقة القول العمل
- أن يكون من تربية الشيوخ في هذا العلم
- الاقتداء بمن اخذ عنهم
- صلب العلم قبل ملحه
- التدرج
- المتفق قبل المفترق
- التخصيص
- عدم التكلف
- المزج بالرقائق والقصص
صفات الرباني :
( أ )انه قدوة ... ولكي تتحقق القدوة يجب أن يحقق في نفسه الاتى
( 1 ) الصلاح( في الذات ) ... ويتحقق بثلاثة أركان :
الإيمان .. وتحقيق معنى التوحيد
العبادة (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينّه ، ولئن استعاذني لأعذنه ) رواه البخاري .)
الإخلاص .. فهو يرتق بالعبد من درجة الضعيف العاجز إلى مرتبة القادر العامل
ففي غزوة العسرة سجل القرآن هؤلاء الضعفاء الناصحين ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما حملكم عليه تولو وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون ) ٍ
حقا لقد بكو للتخفيف وبكينا للتكليف
قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أقواما بالمدينة خلفنا ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه ... حبسهم العذر )
( 2 ) حسن الخلق ( في العلاقات ) ويكون ذلك من خلا خمس خصال أساسية :
الصدق – الصبر – الرحمة (عاطفة حية نابضة بالحب للناس والرأفة بهم والشفقة عليهم)
– التواضع – الرفق
(3) موافقة القول العمل
(4) حيازة مؤهلات وصفات مؤثرة ( في المهارات )
(5) الثبات على المبدأ
(6) العمل على السجية
( 7) الاعتراف بالخطأ والسعي لتصحيحه
(ب) معايشة الأسماء والصفات :
1 – أن المعرفة الحية الحاضرة هي طريق تحقيق العبودية، ولهذا دعا الله عباده في القرآن بقوله: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]. فهو سبحانه وتعالى (مستحق للتوحيد، الذي هو دعاؤه وإخلاص الدين له: دعاء العبادة بالمحبة والإنابة، والطاعة والإجلال، والخشية والرجاء ونحو ذلك من معاني تألهه وعبادته. ودعاء المسألة والاستعانة بالتوكل عليه، والالتجاء إليه، والسؤال له، ونحو ذلك مما يفعل سبحانه بمقتضى ربوبيته).فلفظ الدعاء الذي اقترن الأمر به بأسماء الله الحسنى يعني التعبد بها من بعد معرفتها كما قال صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة).وحقيقة الدعاء: (إظهار الافتقار إليه، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمة العبودية، واستشعار الذلة البشرية، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل وإضافة الجود والكرم إليه) والإقرار بجميع أسمائه الحسنى وصفاته العلا.2 – أن أثر المعرفة في تحقيق العبودية يكون بحسب قوة المعرفة وضعفها، فكلما كانت المعرفة بالله وأسمائه وصفاته قوية مفصلة مستحضرة كانت العبودية بها أتم، وكلما كانت ناقصة وضعيفة أو اعترتها غفلة كان صاحبها أبعد عن سمة العبودية.3 – أن الجهل بالله سبحانه وتعالى والإلحاد في أسمائه وصفاته أصل الكفر والشرك والتعطيل، كما أن الغفلة عن المعرفة بهذا الباب العظيم سبب رئيس في ضعف محبة الله والخوف ورجائه في قلوب العباد ومن ثم بعدهم عن سمت العبودية وما يتبع هذا من مظاهر السلوك غير السوي فـ (الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإجلاله هو غذاء الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه).4 - أن تحقيق ركائز العبودية الثلاث: الحب والخوف والرجاء، كفيل إن صح – بعد توفيق الله – برفع العبد إلى أعلى درجات العبودية؛ درجة المحسنين السابقين بالخيرات، وأن تخلف العبد عن الارتقاء في درجات العبودية إنما هو من ضعف تحقيقه لهذه الركائز والتي معرفة الأسماء والصفات أساس تحقيقها.5 – تحقيق العبودية لله رب العالمين هو المخرج للأمة اليوم وقد سيطر السعار المادي على كثير من القلوب والعقول، وانتشرت مظاهر كثيرة تدل على اختلال الأخلاق والسلوك، وفشت أنواع القلق والحيرة والاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية؛ إذ بتحقيق العبودية تزكو النفوس، وتطمئن القلوب؛ ففي القلب فاقة لا يسدها إلا معرفة الله وفي القلب شعث لا يلمه إلا العبودية له تعالى.

(ج) معايشة الآخرة
(د) الإيمان بالقضاء والقدر
(ه) الضوابط المالية والأخلاقية

الدكتور محمود عزت إبراهيم ولد في 13 أغسطس 1944م القاهرة. أمين عام جماعة الإخوان المسلمين السابق

الدكتور محمود عزت إبراهيم ولد في 13 أغسطس 1944م القاهرة. أمين عام جماعة الإخوان المسلمين السابق
وعضو مكتب الإرشاد فيها ، وأستاذ بكلية الطب جامعة الزقازيق, متزوج، وله خمسة أولاد تعرَّف على الإخوان المسلمين صبيًّا سنة 53، وانتظم في صف (الإخوان) سنة 62، وكان وقتها طالبًا في كلية الطب، ثم اعتُقل سنة 1965م، وحُكِم عليه بعشر سنوات وخرج سنة 74، وكان وقتها طالبًا في السنة الرابعة، وأكمل دراسته وتخرج في كلية الطب عام 76، وظلَّت صلتُه بالعمل الدعوي في مصر- وخصوصًا الطلابي التربوي- حتى ذهب للعمل في جامعة صنعاء في قسم المختبرات سنة 81، ثم سافر إلى إنجلترا ليكمل رسالة الدكتوراة، ثم عاد إلى مصر ونال الدكتوراة من جامعة الزقازيق سنة 85م.اختير عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981م

قائمة الروابط

  • يوتيوب الإخوان المسلمون
  • طريق الإسلام
  • إسلام أون لاين
  • نافذة مصر
  • أنصار بورسعيد
  • إخوان أون لاين
  • الجزيرة نت
  • جوجل

قائمة المدونات الإلكترونية


الصفحات

  • الصفحة الرئيسية

المواجهة الحاسمة قادمة ( إنتخابات مجلس الشعب 2010 )

المواجهة الحاسمة قادمة ( إنتخابات مجلس الشعب 2010 )

بحث


من أنا

صورتي
elfarselarbe
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

صورة الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمون

صورة الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمون

المتابعون

ماذا تخبأ للشرفاء؟؟؟

ماذا تخبأ للشرفاء؟؟؟

أرشيف المدونة الإلكترونية

  • ▼  2013 (1)
    • ▼  أغسطس (1)
      • ها نحن نعود
  • ◄  2010 (83)
    • ◄  يوليو (8)
    • ◄  يونيو (12)
    • ◄  مايو (14)
    • ◄  أبريل (23)
    • ◄  مارس (25)
    • ◄  فبراير (1)
  • ◄  2008 (12)
    • ◄  نوفمبر (1)
    • ◄  مايو (4)
    • ◄  مارس (2)
    • ◄  فبراير (4)
    • ◄  يناير (1)
  • ◄  2007 (9)
    • ◄  سبتمبر (9)

الكتاتني والبرادعي: الشعب مفتاح الإصلاح

أكد الدكتور محمد البرادعي رئيس الجمعية المصرية للتغيير أن الإخوان المسلمين جزءٌ من المواطنين، وأن تجاوزهم في أية عملية للإصلاح أمرٌ غير منطقي، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون لهم حزب سياسي، خاصةً أن الإخوان أكدوا أكثر من مرة أنهم ينادون بدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية، كما استمع إلى ذلك من الدكتور محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد ورئيس الكتلة البرلمانية للإخوان في مجلس الشعب.
وأضاف د. البرادعي - خلال المؤتمر الصحفي الذي جرى أمس في مقر الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بعد لقائه بالدكتور الكتاتني - أن اللقاء كان مهمًّا؛ حيث تناقش الطرفان في إمكانية تفعيل المطالب السبعة التي تقوم عليها الجمعية المصرية للتغيير، وهي المطالب التي سبق الاتفاق عليها في اللقاءات السابقة التي جمعت الطرفين.
وأكد الدكتور الكتاتني أن اللقاء تناول العديد من الأمور محلَّ الاتفاق بين الطرفين، خاصة تفعيل المطالب السبعة التي اتفقت عليها كل القوى السياسية الممثلة في الجمعية، مشيرًا إلى أن هناك لقاءً مرتقبًا يوم الخميس القادم للجمعية يحضره جميع أعضائها لمناقشة آليات ووسائل العمل في المرحلة القادمة، وفي حالة الاتفاق فإنه يجب أن يتعاون الجميع في هذه الوسائل ومنها جمع التوقيعات.
وفي ردِّه على سؤال عن آليات الإخوان في تنفيذ هذه المطالب، أكد الكتاتني أنه بعد الاستماع للجمعية سيتمُّ عرض ما تمَّ التوصل إليه على الجماعة لاتخاذ ما تراه مناسبًا.
مشيرًا إلى أن د. البرادعي توافق معه على أن بيان "معًا من أجل التغيير" هو المحطة الرئيسية والأساسية التي يجب العمل من أجلها خلال هذه المرحلة، وأن الحديث عن انتخابات الرئاسة أمرٌ سابقٌ لأوانه.
وأوضح أن الاتفاق على المطالب السبعة لا يعني أنه ليس هناك خلاف في قضايا أخرى، ولكنها ليست خلافات جوهرية.
وأكد الكتاتني أن المرحلة التالية للتوقيعات سوف تحدِّدها أرض الواقع، سواءٌ كانت الفعاليات المرتبطة بالشارع أو غيرها، خاصةً أن الجماعة تنسِّق بشكل جيد مع الجمعية المصرية للتغيير؛ باعتبارها وعاءً يجمع كل المصريين من أجل الخروج من أزمات مصر الراهنة.
ونفى الكتاتني أن تكون هنالك صفقاتٌ تمت بين الجماعة وبين أمين لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم أو غيره، مستدلاًّ بما حدث في انتخابات مجلس الشورى مؤخرًا وقبلها مدّ قانون الطوارئ، كما استبعد الكتاتني أن يكون لقاؤه اليوم مع البرادعي ردًّا على فشل هذه الصفقة.
وشدَّد على أن الإخوان لا يتحركون من أجل د. البرادعي، وإنما من أجل مصر التي تحتاج إلى تضافر كل الجهود من أجل الإصلاح الشامل.

رجـــــب وما يحدث به من عجب !!!

نقلا عن : موقع صيد الفوائد
فضّل الله تعالى بعض الأيام والليالي والشهور على بعض، حسبما اقتضته حكمته البالغة؛ ليجدّ العباد في وجوه البر،ويكثروا فيها من الأعمال الصالحة، ولكن شياطين الإنس والجن عملوا على صدّ الناس عن سواء السبيل، وقعدوا لهم كل مرصد؛ ليحولوا بينهم وبين الخير، فزينوا لطائفة من الناس أن مواسم الفضل والرحمة مجال للهو والراحة، وميدان لتعاطي اللذات والشهوات.
وحرّضوا طوائف أخرى سواء أكانوا ممن قد يملكون نوايا طيبة ولكن غلب عليهم الجهل بأحكام الدين أو من ذوي المصالح والرياسات الدينية أو الدنيوية الخائفين على مصالحهم وزوال مواقعهم من مزاحمة مواسم الخير والسّنّة مواسم مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان. قال حسان بن عطية: "ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها، ولا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة" (1)، بل قال أيوب السختياني: "ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا زاد من الله بعداً"(2).
ولعل من أبرز تلك المواسم البدعية: ما يقوم به بعض العباد في كثير من البلدان في شهر رجب .......
الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعده، سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه؛ وبعد:فمن المعلوم عند جميع المسلمين أنَّ شهر رجب من الأشهر الحُرُمِ التي قال الله فيها : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }. [التوبة:36].وثبت في الصحيحين « أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم خطب في حجَّة الوداع فقال في خطبته: (إنَّ الزَّمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حُرُمٌ، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجَّة، والمحرَّم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) ».لِمَ سُمِّيت هذه الأشهر الأربعة حُرُماً؟وقد اختلفوا لِمَ سمِّيت هذه الأشهر حُرُماً، فقيل: لعظم حرمتها وحرمة الذَّنب فيها. قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس: "اختصَّ الله أربعة أشهر جعلهنّ حُرُماً وعظَّم حُرُماتهنّ، وجعل الذَّنب فيهنّ أعظم، وجعل العمل الصالح والأجر أعظم".وقيل: بتحريم القتال فيها.لِمَ سُمِّي رَجَبٌ رَجَباً؟قال ابن رجب الحنبلي - رحمه الله تعالى -: سمّي رجبٌ رجباً؛ لأنه كان يرجب، أي يُعظَّم، يُقال: رَجَبَ فلانٌ مولاه، أي عظَّمه. وذكر بعضهم أنَّ لشهر رجب أربعة عشر اسماً، هي: (رجب - رجب مضر - منصل الأسنَّة - الأصمّ - الأصبّ - منفس - مطهر - معلى - مقيم - هرم - مقشقش - مبرىء - فرد - كما أطلق عليه البعض شهر الله).تعظيم أهل الجاهلية لشهر رجب- لقد كان الجاهليون يُعظِّمون هذا الشهر، خصوصاً قبيلة مُضَر، ولذا جاء في الحديث كما سبق: (رجب مُضَر)، قال ابن الأثير في "النهاية": (أضاف رجباً إلى مضر؛ لأنهم كانوا يُعظِّمونه خلاف غيرهم، فكأنهم اختصُّوا به).فلقد كانوا يُحرِّمون فيه القتال، حتى أنهم كانوا يُسمُّون الحرب التي تقع في هذه الأشهر (حرب الفجار!!). وكانوا يتحرَّون الدعاء في اليوم العاشر منه على الظالم، وكان يُستجاب لهم!وقد ذُكر ذلك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: "إنَّ الله كان يصنع بهم ذلك ليحجز بعضهم عن بعض، وإنَّ الله جعل الساعة موعدهم، والساعةُ أدهى وأمرّ".- وكانوا يذبحون ذبيحةً تُسمَّى (العَتِيرة)، وهي شاة يذبحونها لأصنامهم، فكان يُصبُّ الدم على رأسها!و العلماء على أنَّ الإسلام أبطلها، لحديث "الصحيحين": (لا فرْع ولا عَتيرة).ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث « أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: (اللَّهمَّ بارك لنا في رجب وشعبان وبلِّغنا رمضان) » وإسناده ضعيف.قال بعض السلف: شهر رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السَّقي للزرع، وشهر رمضان حصاد الزرع.جميع ما أحدث النَّاس في رجب من البدع المنكرةومن العجيب أنَّ الناس قد أحدثوا في شهر رجب بدعاً كثيرةً لم ينزل الله بها من سلطان، وهذه البدع التي سأذكرها نبَّه عليها أئمة الإسلام وعلماؤه، كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيِّم، والشاطبي، وابن رجب الحنبلي، والطرطوشي، وابن حجر. ومن المعاصرين: الشيخ علي محفوظ، والشُّقيري، والشيخ ابن باز، والألباني والعثيمين - رحمهم الله- والفوزان - حفظه الله -.وجميع ما سأذكره في مقالتي - أيها القاريء النبيل - من باب قول الشاعر:عَـَرفْتُ الشَّرَّ لا للشَّر لكنْ لِتَـوَقِّيــــهِ وَمَنْ لا يَعْرِفِ الشَّرَّ جَدِيرٌ أنْ يقعْ فيهأولاً: ومن أوائل ما ابتدع النَّاس في رجب الصَّلاة، وهي عندهم على أنواع:* منها ما يُسمَّى بـ (الصَّلاة الألفية)، وهي تُصلَّى في أول يوم من رجب، وفي نصف شعبان، وهي غير صلاة الرغائب كما سيأتي.* صلاة أُمِّ داود، وهي تُصلَّى في نصف رجب؛ ذكرها شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص293).* صلاة الرَّغائب، ويُسمِّيها البعض (الصَّلاة الإثنى عشرية)، وهي تُصلَّى في أول ليلة جمعة بعد العشاء، وقيل: بين العشائين. وهي اثنتي عشرة ركعة، يُقرأ في كلِّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و (إِنَّا أَنزلناه في ليلة القدر) ثلاثاً، و(قل هو الله أحد)؛ اثنى عشر مرة، يفصل بين كلِّ ركعتين بتسليمة. وهي صلاة محدثة أُحدثت بعد المائة الرابعة.قال ابن رجب في "لطائف المعارف" (ص140):( … فأما الصلاة فلم يصحّ في شهر رجب صلاة مخصوصة تختصّ به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرَّغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصحّ ).ثانياً: ومما أحدث النَّاس في رجب الصِّيام، وهم فيه على أصناف:* فمنهم من يحرص على صيام اليوم الأول والثاني والثالث منه، ويروون في ذلك الأحاديث الموضوعة، كحديث: (من صام ثلاثة أيام من شهرٍ حرامٍ الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة تسعمائة سنة). وفي لفظ: (ستين سنة). وحديث: (صوم أول يوم من رجب كفارة ثلاث سنين، والثاني كفارة سنتين، ثم كلّ يوم شهراً) وحديث: (رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أُمَّتي). وكلُّ ذلك كذب مصنوع.*ومنهم من يصوم اليوم السابع منه فقط، ويُصلِّي صلاة الرَّغائب في تلك الليلة.قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( والصواب الذي عليه المحقِّقون من أهل العلم النهي عن إفراد هذا اليوم بالصوم، وعن الصلاة المحدثة، وعن كلَّ ما فيه تعظيم لهذا اليوم من صنعة الأطعمة، وإظهار الزينة ونحو ذلك ).* ومنهم من يصوم الشهر كلَّه. قال ابن رجب: ( وأما الصِّيام فلم يصحّ في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ) اهـ.وجاء عن السَّلف أنهم كانوا ينهون عن صيام رجب كاملاً.فقد رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يضرب أكفَّ الرِّجال في صوم رجب حتى يضعونها في الطعام ويقول : (ما رجب؟! إنَّ رجباً كان يُعظِّمه أهل الجاهلية، فلما كان الإسلام تُرِكَ).وفي رواية: كره أن يكون صيامه سُنَّة.وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه كان ينهى عن صيام رجب كلِّه.وعن أبي بكرة رضي الله عنه أنه رأى أهله يتهيأون لصيام رجب، فقال لهم: (أجعلتم رجب كرمضان! وألقى السِّلال، وكسر الكِيزان). وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرى أن يفطر منه أياماً، وكرهه أنس بن مالك وسعيد بن جبير، وغيرهم.قال الحافظ ابن حجر في "تبيين العجب بما ورد في فضل رجب" :(لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه، ولا صيام شيء منه معيَّن، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحُجَّة).ثالثاً: زيارة قبر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر.وزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقبره مشروع في كلِّ السنة، وهي من جملة القُرُبات والطاعات؛ ولكن تخصيصها بهذا الشهر من البدع التي لم يرد عليها دليل، فتخصيص عبادة بوقت لم يُوقِّته الله ولا رسوله من البدع المحرَّمة؛ فتنبَّه! وقد ذكره الشيخ الألباني في "أحكام الجنائز وبدعها".رابعاً: الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في ليلة السابع والعشرين منه، وقراءة قصة المعراج، وإطعام الأطعمة والولائم.وهذا مما أحدثه الناس في هذا الشهر وهو من البدع المنكرة، فيقرأون في ليلة السابع والعشرين منه قصة المعراج المنسوبة إلى ابن عباس، وكلُّها أكاذيب وأضاليل.وهذا الاحتفال بدعة ولا يجوز، وذلك من وجوه:الأول: أنَّ أهل العلم مختلفون في تحديد تاريخ وقوع هذه الحادثة العظيمة اختلافاً كبيراً، ولم يقم دليل على تعيين ليلته التي وقع فيها، ولا على الشهر الذي وقع فيه.الثاني: لو ثبت تعيين تلك الليلة لم يجزْ لنا أن نحتفل فيها، ولا أنْ نُخصِّصها بشيء لم يشرعه الله ولا رسوله.الثالث: أنه يحصل في تلك الليلة وذلك الاحتفال أمورٌ منكرة. قال بعض أهل العلم : (وقد تفنَّن الناس بما يأتونه في هذه الليلة من المنكرات، وأحدثوا فيها من أنواع البدع ضروباً كثيرةً، كالاجتماع في المساجد وإيقاد الشُّموع والمصابيح فيها).وأودَّ في هذه العجالة أن أسوق للقاريء الكريم كلاما نفيساً لسماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى - حول هذه المسألة.قال رحمه الله: (وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأتِ في الأحاديث الصحيحة تعيينها، لا في رجب ولا في غيره، وكلُّ ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث).وحول الحكمة الإلهية من عدم تعيين ومعرفة تلك الليلة بعينها، يقول الشيخ: "ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها، ولو ثبت تعيينها لم يجزْ للمسلمين أن يخصُّوها بشيء من العبادات، ولم يجزْ لهم أن يحتفلوا بها؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها ولم يخصُّوها بشيء، ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً لبيَّنه الرَّسول صلى الله عليه وسلم للأُمّة، إما بالقول، وإما بالفعل، ولو وقع شيء من ذلك لعُرفَ واشتهر، ولَنَقَلهُ الصحابة رضي الله عنهم إلينا، فقد نقلوا عن نبيِّهم صلى الله عليه وسلم كلَّ شيء تحتاجه الأُمّة، ولم يُفرِّطوا في شيء من الدين، بل هم السابقون إلى كلِّ خير، ولو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعاً لكانوا أسبق إليه …" إلخ كلامه رحمه الله.وخلاصة القول: أنَّ البدع مع أنها حَدَثٌ في الدِّين وتغييرٌ للملة؛ فهي آصارٌ وأغلالٌ تُضاع فيها الأوقات، وتُنفق فيها الأموال، وتُتْعب فيها الأجساد!! ولاحول ولا قوة إلا بالله.وصدق من قال: "والخـَيْرُ في اتِّبـاع مَنْ سَلَفْ والشَّرُّ في ابتداعِ مَنْ خلَفْ". رزق الله الجميع الإخلاص في عبادته، واتِّباع سنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم ، والموت على ذلك. وصلى الله على سيِّدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
حقوق الطبع و النشر محفوظة لمدونة فرسان الحق. المظهر: نافذة الصورة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.